وضعية المترجم المتخصص بين التكوين و التوظيف

مشتاوي وفـاء/ ملاحي ليلى
معهد الترجمة جامعة وهران 1
Ouafaa MECHTAOUI & Leila MELAHI
Oran 2 University

Abstract:

In this paper, we aimed to discuss the fact of forming and hiring specialized translators in Algeria. We noticed a lack in teaching programs to form specialized translators in Algerian universities, in addition to absence of employability criteria. We shed the light on the forming programs appropriate for specialized translators, which should offer to the students theoretical lessons about a particular field, boosted by practical courses in order to improve their skills and prepare them for their profession. In this point, we gave two different examples of master projects: Master Degree for Conference Interpreter in ESIT, and Master Degree in Economical Translation at translation institute, Oran university. On the other hand, regarding the employability in Algeria, we discuss the government efforts to improve the translator’s profession by creating a new category to the grades called “specialized translator/interpreter”, but the problem is that this degree did not define the specialties. Despite of these efforts, teaching and hiring specialized translators is still in need for more studies and regulations including a coordination between translation institutes and the receiving establishments, in order to form competent translators and make a balance between these last institutions.

الكلمات المفتاحية: المترجم المتخصص، برامج التكوين، التوظيف، الوظيف العمومي.

مقدمة:

نظرا لتوسع مجال الترجمة واقتحامها جميع التخصصات، يجد المترجم نفسه حائرا أمام هذا التطور الهائل في شتى مجالات المعرفة على اختلافها وتشعبها. و نظرا لأهمية تكوين المترجمين المتخصصين، يعدّ موضوع تكوين المترجمين في الجزائر من المواضيع الهامة التي تشغل الباحث في مجال الترجمة، حيث أن تكوين مترجمين متخصصين في مجال معين دون غيره يجب أن يتم وفق معايير مضبوطة و منهاج شامل و متكامل، لذلك فتح المجال للبحث في مجال “تعليمية الترجمة”، هذا العلم الذي يعنى بدراسة مناهج وطرائق التدريس، وتصميم مناهج تعليمية لتحقيق تعليم ناجع للترجمة تضمن طرح خريجين أكفاء إلى سوق العمل و دمجهم مباشرة في المجال المهني، وهو الأمر الذي شد انتباهنا إلى كيفية المطابقة بين ما هو نظري وما هو تطبيقي.

وسعيا لتحقيق ميزة التخصص لدى المترجم الجزائري على المستويين التكويني الوظيفي، تعكف مؤخرا معاهد الترجمة بالجامعات الجزائرية على إنشاء بعض مشاريع التكوين في أطوار التدرج و ما بعد التدرج في تخصصات معينة. موازاة مع ذلك، تمّ مؤخرا تعديل القانون الأساسي الخاص بالموظفين المنتمين للأسلاك المشتركة في المؤسسات و الإدارات العمومية، يقضي بإضافة رتب جديدة لفئة المترجمين التراجمة منها رتبة مترجم ترجمان متخصص، و لكن الإشكال يكمن في نوعية و مجال التخصص الذي لا يزال مبهما، إضافة إلى عامل التنسيق بين الجامعة و سوق العمل فيما يتعلق بالمناصب المتاحة و طبيعة التكوين.

  1.  تكوين المترجم المتخصص:

1.1. التوجه نحو التخصص:

نظرا لتنوع التخصصات بمختلف المجالات العلمية و الإنسانية، و نظرا لتنوع فروع الترجمة من تحريرية و شفوية و منظورة، يتعسّر على المترجم أن يكون ملمّا بكل هذه المجالات و الفروع، ذلك أن كل علم قائم بذاته له مصطلحاته الخاصة و أسلوبه الخاص، و كل فرع من فروع الترجمة يتميّز عن غيره بتقنياته و وسائله الخاصة حتى يتقنه و يبدع فيه، و ما يبرر هذا الطرح ما ذهبت إليه Olga ÁLVAREZ و Julia BENSEÑOبقولهما :

“Nuestra opinión es que el traductor debe especializarse en textos técnico -científicos o bien en textos literarios. Dicho de otra manera, un estudiante debería poder optar entre ser un traductor de lenguas con fines específicos o un traductor de lengua creativa.” i (Olga, Á & Julia, B.1993:01 )

و مع استحالة الإلمام بكل المجالات و لغات الاختصاص و وجوب التخصص في مجال محدد، يتعيّن على المترجم أن يحسن اختيار المجال الذي سيقتحمه و يتخذه مسارا مهنيا، وفق معايير يتقدمها ميوله الخاص و رغبته في ممارسة هذا النشاط، ترافقها مجموعة من المهارات اللغوية و الترجمية و معرفة واسعة بمجال التخصص، يقول GOUADEC :

“On peut devenir traducteur spécialisé en vertu d’une spécialité acquise (en droit, en économie, en informatique, en biologie, en médecine…) d’une compétence confirmée en langue, de qualités rédactionnelles avérées, et de l’envie de devenir traducteur” ii (GOUADEC, D.2002:301)

2.1. برنامج تكوين المترجم المتخصص:

يذهب محمد شاهين إلى أن “العمل مع المنظمات المختلفة يتطلب معرفة بمواد مختلفة و بالتالي يتطلب أهداف تعليمية مختلفة و لذلك ينبغي تعديل محتوى المنهاج ليناسب هذه الأهداف و هذا ما يتطلب تعديل المحتوى بشكل بسيط و ذلك بتقديم مواد اختصاصية أو بالتركيز على طريقة تعليمية محددة”iii (شاهين، م.1998: 94). و عليه، فإن نجاح أي برنامج تكويني مرهون بمدى فاعليته و نتائجه الإيجابية، و حتى يكون برنامج تكوين المترجم المتخصص فعالا محققا لنتائج مرضية، سواء خلال فترة التكوين أو في المرحلة المهنية، يجب أن يتمّ أولا تحديد مجال التخصص ( اقصادي، قانوني، علمي، صحفي..)، و كذا التخصص في نوع محدد من أنواع الترجمة (تحريرية، شفوية، منظورة..)، و هذا ما أشار إليه GOUADEC بقوله:

“On peut souhaiter doter des étudiants diplômés d’un bagage technique sous forme de spécialisation à deux volets:

1.Spécialisation de domaine ou de type de produit (traduction informatique, traduction juridique, traduction des contrats, etc)

2.Spécialisation de domaine d’activité ou même d’outils (sous titrage, localisation de logiciels” iv (GOUADEC, D.2002:301)

إضافة إلى ذلك، يرتكز برنامج التكوين على جانبين أساسيين مكملين لبعضهما: جانب نظري و آخر تطبيقي.

1.2.1.الجانب النظري لتكوين مترجم متخصص:

إن التكوين القاعدي للمترجم في مراحله الأولى يجب أن يتّسم بالتنوع و الغنى و الحداثة، و هذا ما يشدد عليه Antony PYM الذي يدعو إلى ضرورة تقديم دروس في استخدام تكنولوجيات الإعلام و الاتصال، دروس في نظريات الترجمة و تقنياتها و أنواعها (تحريرية، شفوية، منظورة) ، دروس في تاريخ الترجمة، دروس حول مختلف ميادين الترجمة المتخصصة تفتح للمترجم المجال لانتقاء التخصص الذي يرغبه :

” the program can be quite rich and diverse, offering training in computer skills, new technologies, business, a range of specialized translation areas, translation theory, perhaps translation history, and general humanistic courses available in the institutions” v (PYM, A.2009:05).

في المرحلة الموالية من التكوين المتخصص، لابد من إضافة دروس مكثفة تصب مواضيعها مباشرة في مجال التخصص، و مقاييس لها علاقة بذات المجال، إلى جانب دروس في منهجية الترجمة، المصطلحية، و الكتابة العلمية. إلاّ أن الجانب النظري يبقى قاصرا دون الممارسة الفعلية للترجمة، حيث أن الممارسة الدائمة و التدرب المتواصل يكسبا طالب الترجمة المتخصص خبرة أوسع و حرفية أكثر في مجال تخصصه، و هو الطرح الذي ذهب إليه مجموعة من المنظرين، منهم PYM بقولهم أن:

“Translation theories are abstruse and useless; only professionals know the realities of translation; trainees thus need the professional skills, not the academic theories” vi (THAWABTEH, M. 2015 :03)

2.2.1.الجانب التطبيقي لتكوين مترجم متخصص:

يقوم أساسا على الممارسة الفعلية للترجمة في مجال التخصص، و التي تضمن للمترجم المتخصص الكفاءة اللازمة لدمجه مباشرة في سوق العمل من خلال دعوة اختصاصيين لقاعات الدرس بهدف تقديم دروس للطلبة في مجال التخصص و مجالستهم و التواصل معهم حتى ينهلوا من خبرتهم و يكتسبوا معارف جديدة من وحي تجاربهم، و كذا تطوير مهاراتهم التواصلية من خلال دمجهم في أوساط محاكية لظروف العمل، حتى يعتادوا على ممارسة المهنة و الاحتكاك بالعملاء و الزملاء، و هو ما أشار إليه PYM بقوله:

“some of the steps being taken closer to the market include inviting professionals into classroom, assessing of students on the basis of portfolios of their completed translations, using real world (authentic) translation tasks with explicit instructions from a client, and generally modeling competencies and skill sets in ways that can match up with market demands”vii (THAWABTEH, M. 2015 :06)

ينوّه GOUADEC إلى ضرورة تعزيز الدروس التطبيقية بتربصات ميدانية قصيرة المدى في المؤسسات الاقتصادية أو الإدارات العمومية أو مكاتب الترجمة أو معاهدو أقسام الترجمة حسب طبيعة التخصص، حيث تسهم هذه التربصات في تنمية الكفاءات الترجمية لدى المترجم المتخصص بوتيرة أسرع، و تتمثل فيما يلي :

” – des « mini-stages » destinés à compléter ou prolonger ces formations,

– des stages portant sur des domaines de spécialité (droit, informatique, etc.),

– des stages de formation de formateurs ” viii (GOUADEC, D.1989:172-173)

  1. 2. نماذج عن برامج تكوين مترجمين متخصصين:

1.2. مشروع تكوين المترجم الفوري للمؤتمرات بالمدرسة العليا للتراجمة والمترجمين :ESIT

تهدف المدرسة إلى تكوين تراجمة و مترجمين مهنيين أكفّاء ذوي مستوى عالٍ، وعلى هذا الأساس فهي تقدم تكوينا للحصول على شهادة ماستر مهني في ثلاثة تخصصات :

– الترجمة الشفوية في المؤتمرات.

– الترجمة التحريرية و الاقتصادية و التقنية .

– الترجمة الشفوية للغة الإشارات الفرنسية .

تعتمد المدرسة في تعليمها للترجمة التحريرية و الشفوية على المنهج التأويلي الذي يرتكز على النظرية التأويلية، و التي أسستاها كل من Danika SELESKOVITCH و Marianne LEDERER انطلاقا من بلورة أفكارهما المستقاة من ممارسة الترجمة الفورية في المؤتمرات.

إن كل الدروس المقررة و المقاربات المعتمدة في تدريس الترجمة مبنية على المنهج التأويلي، و يكمن الاختلاف بين الدروس في اختلاف التخصصات، فالدروس المقررة لدارسي الترجمة التحريرية تختلف عن تلك المقررة لدارسي الترجمة الفورية في المؤتمرات.

تقترح SELESKOVITCH مخططا شاملا يضمّ دروسا لتعليم الترجمة الفورية يضم كل ما يلزم لتدريس تقنيات الترجمة الفورية، حيث تقوم هذه الدروس على التمارين و الشروحات النظرية التي من الأسهل إلى الأصعب بوتيرة تسمح للطلبة بالانتقال من المستوى الذي كانوا عليه عند التحاقهم بالمدرسة، إلى مستوى أعلى في المعارف العامة و اللغوية و القدرات الفكرية و الخبرات التي تجعل منهم تراجمة مؤهلين للعمل في المحافل الدولية، ففي السنة الأولى ماستر ترجمة فورية في المؤتمرات، يتلقى الطالب دروسا في:

تعلّم الترجمة التتابعية وطريقة تدوين الملاحظات وأخذ رؤوس أقلام، بعدها تدريب الطالب على الترجمة التتابعية مع ضرورة التركيزوالعمل على الذاكرة ، والاستغناء عن أخذ رؤوس الاقلام.

التعرف على الوسائل التقنية المستخدمة في الترجمة الفورية.

التعرض لأهم المواضيع التي قد تصادف المترجم الفوري خلال أداء مهامه في المحافل الدولية من خلال نصوص شفوية متفاوتة الصعوبة والتقنية.

أما في السنة الثانية، فتتمحور الدروس حول ممارسة الترجمة الفورية في الظروف و الوسائل الخاصة بها ( الغرفة المعزولة، السماعات، الميكروفون) على النحو التالي:

تمارين الاستماع والكلام في آن واحد، والتدرب على التركيز الذي يعد وظيفة معرفية هامة تساعد المترجم الفوري على الانتباه.

انجاز تمارين في الترجمة التتابعية والترجمة التزامنية في آن واحد ولنفس النص بالتناوب، وذلك بغية تنمية مهارات الطالب في كلا التخصصين.

وضع الطلبة في مواقف حسية وذلك بممارسة الترجمة الفورية الحقة، وذلك باستماعهم لتسجيلات خطابات حقيقية وممارسة العملية الترجمية لمدة وجيزة، مع معالجة مشكلة التوتر والتنفس والصوت، و مناقشة الأخطاء المنهجية و تصحيحها.ix (SELESKOVITCH, D & LEDERER, M.1989:167)

2.2. مشروع تكوين مترجم متخصص في الترجمة الاقتصادية بمعهد الترجمة بجامعة وهران1:

يفتح عرض التكوين في تخصص “الترجمة و اقتصاد السوق” المجال إلى التكفل بانشغالات القطاع الاقتصادي و التكيف مع الواقع الاقتصادي للأسواق الوطنية، إذ يشجع الاندماج الاحترافي استجابة لاحتياجات الاقتصاد الوطني الحقيقية، كما يسمح التكوين في دكتوراه الترجمة الاقتصادية بتفعيل العلاقة بين احتياجات السوق والكفاءات الترجمية وفق لغات اختصاص محددة ودقيقة يفرضها الواقع الاجتماعي والاقتصادي للبلاد، بعد التواصل و التنسيق مع المؤسسات الاقتصادية التي تتوفر على مصلحة الترجمة x

و يرمي برنامج التكوين إلى تكييف الطالب مع التخصص الذي يدرسه، بالإضافة إلى إكسابه أكبر قدر من المعارف التي يمكنه استثمارها مستقبلا في مجال الترجمة الاقتصادية، من خلال تسخير الإمكانات البشرية اللازمة من أساتذة متخصصين في مجال الترجمة (معهد الترجمة جامعة وهران1 أحمد بن بلة ) و في مجال الاقتصاد (قسم العلوم الاقتصادية جامعة وهران2 محمد بن أحمد) ، إذ تتمحور دروس السنة الأولى ماستر حول:

النصوص التبسيطية الاقتصادية كخطوة اولى تسبق الترجمة .

المصطلحية باستخدام البيانات المتخصصة واستغلال بنوك المعطيات في مجال الاقتصاد.

دروس في نظريات الترجمة باعتبارها القاعدة العملية التي ينطلق منها التكوين.

دروس في الاقتصاد العام و القانون التجاري بغية إكساب الطالب المعارف التي تخوله لخوض غمار مجال الاقتصاد.

دروس تدعيمية تتمثل في منهجية العمل الجامعي، مبادئ الإعلام الآلي، والترجمة الآلية.

أما دروس السنة الثانية ماستر فهي مكملة للسنة الأولى، على نحو:

إدراج تقنيتين أخريين فيما يخص منهجية الترجمة وهما “الترجمة المنظورة والترجمة التتابعية” بهدف ربط مسائل الترجمة المنظورة والترجمة التتابعية المتخصصة بتأويل الخطاب الشفوي الاقتصادي.

تدريب مكثف في تقنيات البحث الوثائقي والمصطلحي لتذليل الصعوبات المصطلحية في النص الاقتصادي.

دروس في الاقتصاد البنكي والمالية العامة، بالإضافة إلى الاتصال في الوسط الصناعي.

دروس في منهجية البحث العلمي تمهيدا لانجاز مذكرة التخرج في نهاية المسار الدراسي.xi

  1. تكوين المترجم المتخصص و الآفاق المهنية:

إن التوظيف العشوائي للمترجم المتخصص يقوده إلى ممارسة نشاط لا يمتّ بصلة مع ميوله أو مع التكوين الذي تلقاه، ما يؤثر سلبا على أدائه الترجمي و عطائه المهني.يقول HORGUELIN في هذا الصدد

“…il serait dangereux de se spécialiser dans une branche bien déterminée sans savoir à l’avance s’il y a des débouchés dans cette branche”xii (HORGUELIN, P A.1966:15-25)

من هذا المنطلق، يجب تحديد برامج و أهداف التكوين تماشيا مع متطلبات السوق، من خلال التنسيق بين مراكز التكوين و الجامعات، و بين احتياجات المؤسسات الحكومية و الخاصة، ما يضمن للمترجم منصب عمل حسب تخصصه.

1.3. معايير توظيف المترجم المتخصص وفق قانون الوظيف العمومي الجزائري :

إن الاهتمامات التي توليها الحكومة الجزائرية لمهنة الترجمة تتجلى في خلق مناصب عمل لفائدة المترجمين بمختلف القطاعات الحكومية، و كذا تحيين رتب جديدة من خلال الترقية عن طريق الشهادة أو الامتحان المهني، فطبقا للمرسوم تـنفيذي رقم 280- 16مؤرخ في 2صفر عام 1438الموافق 2 نوفمـبر سنة 2016، يعدل ويتـمم المرسوم التنفيذي رقم 08-04 المـؤرّخ فـي 11محرم عـام 1429الموافـق 19يـناير سنة 2008، و المتضمن القــانـون الأسـاسي الخـاص بالموظفين المنـتـميـن للأسلاك المشتركة في المؤسسات والإدارات العمومية، إذ تقضي المادة 90 مكرر من هذا المرسوم بتوظيف و ترقية المترجم الترجمان المتخصص حسب شهادة الماستر مراعاة للمناصب المالية المتاحة، دون تحديد مجال التخصص أو طبيعة العمل الموجه له. نص المادة كما يلي:

التوظيف :

يـوظف أو يـرقى بصـفة مـترجم ترجمان متخصص :

1.عـن طــريق المــســابـــقــة عـــلى أســاس الاخـــتــبــارات، المــتــرشــحــون الحــائــزون شــهــادة مــاســتــر في الــتــرجــمـة أو الترجمة الفورية أو شهادة معادلة لها.
2.عن طـريق الامــتـحـان المــهـني ، في حـدود % 30من المـنـاصب المـطـلوب شـغـلـهـا، المـتـرجمـونالـتـراجـمـة الذين يـــثــبــتــون خــمس( (5ســنــوات من الخــدمـــة الــفــعــلــيــة بــهــذه
الصفة.
3.عـلى سـبيـل الاختـيـار وبـعـد التـسـجـيل في قـائـمة الـتــأهـيل ، في حـدود %10من المـنــاصب المطــلـوب شـغــلـهـا، المـترجمونالـتراجمـة الذين يثبـتون عشر ( (10سنوات من الخدمة الفعلية بهذه الصفة “.

الترقية:

يرقى عــــلى أســـاس الــــشـــهـــادة بـــصـــفـــة مــــتـــرجم تـــرجـــمـــان مـــتــــخـــصص، المترجمونالـتراجـمـة المرسـمـون ، الذيـن تحصـلـوا بعـد تـوظيـفـهم على شــهــادة مــاســتــر فـي الــتــرجــمــة أو الـــتــرجــمــة الــفــوريــة أو شهادة معادلة لها“.i

تعتبر هذه المبادرات من طرف القائمين على التوظيف بالجزائر عاملا تحفيزيا بالنسبة للمترجمين، إلاّ أن غياب التخصص يبقى الإشكال الأول و الأخير الذي يعاني منه المترجم الجزائري، ذلك أن مفهوم التخصص مرتبط بطبيعة الشهادة (ليسانس، ماستر، دكتوراه) و ليس بمجال معين ( ترجمة قانونية، اقتصادية، علمية …)

أبعد من ذلك، فإن الصفة التي يوليها قانون الوظيف العمومي للمترجم الموظف الجزائري مترجمترجمان متخصصتحملّه مسؤولية أكبر، ذلك أن الترجمة التحريرية و الترجمة الفورية تخصصان متباينان تماما سواء في طبيعة التكوين أو الممارسة أو الوسائل.

جدول1: تصنيف رتب مهنة المترجمالترجمان حسب الصنف و الرقم الاستدلالي

خاتـــمـــــة:

إن كلا من التكوين و التوظيف يؤثران على مهنة المترجم إن لم يتم اختيارهما بدقة، فالتكوين العام يجعل المترجم مستقبلا يقف حائرا أمام كمّ التخصصات في مجال الترجمة، ما يصعب عليه التمكن منها ويسبب له تشتتا في انتقاء أحدها. و بالمقابل، فإن التوظيف العشوائي للمترجم ”المتخصص“ يقوده إلى ممارسة نشاط لا يمتّ بصلة مع ميوله أو مع التكوين الذي تلقاه، ما يؤثر سلبا على أدائه الترجمي و عطائه المهني. و لتجاوز إشكالات تكوين و توظيف المترجم المتخصص نقترح ما يلي:

  • ضرورة التنسيق بين أقسام و معاهد الترجمة و بين سوق العمل فيما يخص تغطية احتياجات السوق و توفير مناصب شغل مناسبة للمترجمين، كلّ حسب تخصصه.

  • يجب أن يكون التكوين موجها نحو مسار يخدم الأهداف المرجوة منه، و المتمثلة في تكوين مترجمين أكفاء مؤهلين للاندماج في الوسط المهني و مواكبة تطوراته.

  • الاقتداء بالجامعات السبّاقة في دقة اختياراتها للتخصصات و برامج التكوين من مناهج و أساتذة متخصصين و دروس تصب مباشرة في مجال التخصص.

i الجريدة الرسمية، العدد 66 ، الصادر بتاريخ: 9 صفر 1438 الموافق 9 نوفمبر 2016، ص8-9


i Olga, Á & Julia, B (1993).Una propuesta para la formación de traductores: las cinco competencias ,el II CONGRESO DE TRADUCTORES E INTERPRETES, CTPBA.P01

ii GOUADEC, D (2002). Profession: Traducteur, la maison de dictionnaire, France.p301

iii شاهين، محمد (1998)، نظريات الترجمة و تطبيقاتها في تدريس الترجمة من العربية إلى الانجليزية و بالعكس. مكتبة دار الثقافة للنشر و التوزيع، عمّان، الأردن.ص94

iv GOUADEC, D (2002). Profession: Traducteur, la maison de dictionnaire, France, p301

v PYM, A (2009).Translation training, the OXFORD companion to translation studies, p05.

vi THAWABTEH M (2015), Difficulties of Sight Translation: Training Translators to Sight Translation. Current Trends in Translation Teaching and Learning E, 2. 171–195. p03

vii ibid,P 06

viii GOUADEC, D (1989), Le traducteur, la traduction et l’entreprise, AFNOR Tour Europe. p172-173

ix SELESKOVITCH, D & LEDERER, M (2001), Interpréter pour Traduire, Didier Erudition : Paris. – ( collection : traductologie). P167

x مواءمة عرض تكوين ماستر أكاديمي تخصص “الترجمة و اقتصاد السوق، معهد الترجمة، جامعة وهران1 أحمد بن بلة، السنة الجامعية: 2016-2017

xi المرجع نفسه .

xii HORGUELIN, Paul A. La traduction technique. Meta : journal des traducteurs / Meta: Translators’ Journal, vol. 11, n° 1, 1966, p. 15-25.