إمكانات استخدام الحاسوب في تعلَم و تعليم اللغات

الأستاذة نجيدة ولهاصي
جامعة جيلالي ليابس- سيدي بلعباس

OUALHACI Nadjida
University of Sidi Bel Abbes

Abstract:
Communication technology has become a priority among other sciences, and its applications of computer use include the scientific, educational, economic and other fields, because it achieves two basic functions. Firstly, it expands access to information , Its effective use in problem solving, and second, it can become an active means of developing an individual’s abilities.
In the education sector, communication technology has contributed to finding solutions to a number of important issues, including language education, using computers in language learning in particular; to learn language skills, whether native language or foreign language.
When does the computer actually start learning languages? And what stages did the computer use as an assistant in teaching and learning languages? Finally, what are the advantages of using computers, the Internet in teaching languages?

Keywords: computer, language learning, learning theories, communication

الكلمات المفتاحية : الحاسوب، تعليمية اللغات، نظريات التعلم ، الاتصال

مقدمة :

يعد الحاسب الآلي من أهم المنجزات التكنولوجية المميزة لحياتنا في الوقت الحاضر حيث انتشر استخدامه فـي الآونة الأخيرة في مختلف مياديـن الحياة نظراً لإمكاناته الكبيرة، وكفاءته العالية فـي الأداء التي وفرت الجهد والوقت والتكاليف في كافة المجالات التي تم استخدامه فيها.

ومن هذه المجالات ميدان اللغة التي تميز بها الإنسان عن سائر الحيوانات . ويستفاد من الحاسوب في النشاط اللغوي بوجوه متعددة ، لخصها الدكتور سعيد صالح في ثلاث صور رئيسة (1) هي: الاستعمال العام ،والاستعمال الخاص ،والبحث اللساني الحاسوبي المتخصص .

 أولا: الاستعمال العام للحاسوب في النشاط اللغوي و من أهم مجالات استعماله العامة وأشيعها :

1- معالجة النصوص أو تنسيق الكلمات word processing : ويقدم لها هذا النوع من البرمجيات إمكانات الكتابة وتوابعها ….

2- عرض النصوص لأغراض الشرح والمناقشة الجماعية والتدريب (برنامج power point مثلا).

3- استخدام الشابكة (الإنترنت) لأغراض مختلفة ، مثل البحث عن المعلومات ، والحصول على نسخ من بعض المطبوعات ، والبحث المعجمي ، والوصول إلى المدونات المتاحة على الشابكة.

4- الترجمة: ، منها: الترجمة الآلية أو الترجمة بمعاونة الحاسوب machine/ computer aided translation على الشابكة أو عن طريق برمجيات للاستعمال على الحاسوب الشخصي …

5- برامج قراءة النصوص المكتوبة : حيث نستفيد من تقنيات عدة منها:

(أ) التعرف على المحارف البصرية optical character recognition التي تحول النصوص المكتوبة إلى مادة رقمية .

(ب) برنامج إنتاج الكلام أو توليف الكلام speech synthesis لتحويل النص الرقمي إلى كلام منطوق .

6- التعرف على النصوص الشفوية: ويعتمد على تقنية التعرف على الكلام speech recognition ، ثم(أ) تحويله إلى نص مكتوب في حالة الإملاء الآلي أو(ب) تنفيذ الأوامر المنطوقة ، أو (جـ) “فهمه” في حالات الاستعلام الشفوي مثلا ، ويستخدم الأخير تقنية أخرى أيضا هي تقنية الذكاء الاصطناعي artificial intelligence (AI

7- التعليم والتقويم :

منذ العقد السابع من القرن الماضي بدأ استخدام الحاسوب في تعليم وتعلم اللغات ، وهو ما يطلق عليه تعلم اللغة بمعاونة الحاسوب Computer Aided (Language Learning (CALL): ويشمل ذلك تعليم عناصر اللغة ومهاراتها بصور مختلفة ,كذلك تصميم الاختبارات اللغوية وتقديمها وتقويمها .

 ثانيا: البحث اللغوي:

هناك مجالات كثيرة يستخدم فيها الحاسوب في البحث اللغوي البحت أو اللغوي النفسي . لعل من أبرزها:

1- استخدام توليف الكلام في الدراسات الصوتية وفي الدراسات اللغوية النفسية للتعرف على الملامح الصوتية التي يستفيد منها الإنسان في التعرف على الأصوات اللغوية ، ويستخدم الباحثون لذلك برنامج توليف الكلام speech synthesizer ، وكذلك في عرض النصوص بسرعات مختلفة في دراسات التعرف على النصوص المكتوبة ، وذلك في اللسانيات النفسية.

2- لسانيات المدونات corpus linguistics: لعل هذا الحقل هو أهم مجال في البحث اللغوي في العقود الأخيرة الماضية يقوم فيه الحاسوب بدور حيوي في تطوير البحث اللساني على شتى المستويات وفي شتى المجالات .

3- استخدامات برمجيات قواعد البيانات Data Base Management (Access) :

يعتبر بعضهم المدونات مثالا لاستعمال قواعد البيانات . ولكن هناك أمثلة أخرى لاستعمالها في البحث اللغوي ، مثل تحليل الأخطاء ، وذلك باستعمال قاعدة البيانات في تصنيف الأخطاء وفقا لأنواعها وفئاتها ومستوى الدارسين وخلفياتهم والمهارات المختلفة . ولا شك أن هناك استعمالات أخرى كثيرة لقواعد البيانات في البحث اللغوي، إضافة إلى فوائدها في مراحل العمل المعجمي.

 ثالثا: اللسانيات الحاسوبية:

يخلط بعض الباحثين بين هذا المجال والمجال السابق (البحث اللغوي )، نظرا لأوجه التشابه والتداخل بينهما . ولكن يستحسن التفريق بين هذين الحقلين ، فاستخدام الحاسوب في البحث اللغوي لا يتطلب بالضرورة إلمام الباحث اللساني بالبرمجة الحاسوبية ، فهو غالبا ما يسميه بعض الكتاب بالإنجليزية ordinary working linguist (OWL) أي الباحث اللغوي العادي.أما اللسانيات الحاسوبية فتجمع بين اللسانيات وعلوم الحاسوب computer science ( تخصص البرمجة الحاسوبية). وهو على الرغم من اعتباره تخصصا في اللسانيات إلاَ أنه أساسا نشاط حاسوبي يعتمد على المعلومات اللغوية. غير أن ذلك لا يمنع من وجود بعض اللسانيين المتمرسين في البرمجة الحاسوبية . ولا شك أن أي مشروع لساني حاسوبي ناجح يجب أن يجمع بين الخلفيتين الحاسوبية واللغوية ، إما في الباحث الواحد أو بتعاون المتخصصين في كل من اللسانيات والحاسوب .

  و من المعروف أن المتخصصين في اللسانيات الحاسوبية هم الذين يصممون برمجيات ما يعرف بمعالجة اللغات الطبيعية natural language processing (NLP)، والتي تشمل :الترجمة الآلية ،وفهم النصوص، والقراءة الآلية ،والتعرف على المحارف والأصوات، وإنتاج الأصوات آليا، والإملاء الآلي ،والتدقيق الإملائي والنحوي ،والمكشاف السياقي concordancer وغيرها من البرمجيات مما يحتاج إليه الباحث في مجال لسانيات المدونات .

 وجدير بالذكر أن برمجيات فهم النصوص أو الحوار مع الآلة تحتاج إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي artificial intelligence (AI)، وهو تخصص أيضا يقع في مجال علوم الحاسوب.

مما سبق نستنتج أن تعليم اللغة بمساعدة الحاسوب هو صورة من صور الاستعمال العام للحاسوب ، لكن قد يفيد من المجالات الأخرى كما سنبين فيما سيأتي .

استخدام الحاسوب في تعلم اللغات :

: يستخدم الحاسوب في تعلم اللغات بصورة خاصة مهارات اللغة، سواء أكانت اللغة الأم، أم اللغة الأجنبية، أو ما يسمى باللغة الثانية. وتُستخدم تكنولوجيا الحاسب الآلي أداة تعليمية تساعد متعلمي اللغة؛ لتطوير مهاراتهم اللغوية، وتمثّل بذلك عنصراً مكملاً بالإضافة إلى طرق تعليمية أُخرى؛ مما يساعد على خلق بيئة تعليمية نشطة، وغنية لغوياً (2).

   فاستخدام الحاسوب في تعلّم اللغات، يعني استخدام تكنولوجيا الحاسب الآلي لتقديم، وتعزيز، وتقييم المادة المراد أنْ يتعلمها الطالب؛ وذلك من خلال الاستفادة من ميزات الحاسوب التفاعلية، وأنماطه التعليمية التعلّمية المختلفة، والإنترنت. حيث لم يعـد الاقتصار على الطرق والوسائل التعليمية التقليدية التي كانت فاعلة في يوم ما مجدياً في عصر المعلومات والتقنية والاتصالات. بل إن المرجح أن يصبح التعليم في المستقبل معتمـداً علـى التعليم الإلكترونـي القائم على توظيف التقنيات الحديثة مثل الحاسـبات الآليـة، والشبكات الداخلية والإنترنت. ولذا، فإن التعليم المعتمد فقط على نقل المعلومات من المعلم إلى الطالب لم يعد مجدياً في الوقت الحاضر . وينصب الاهتمـام الآن علــى إكسـاب الطالـب مهارات جديدة لا تقف عند حد تلقينه المعلومات والمعارف بل تمكنـه مــن الوصول إلـى المعلومات وتؤهله للقيام بدور أكبر في العملية التعليمية داخل حجرة الصف فيصبح الطالب متعلماً حقيقياً بدلاً من مجرد متلقياً سلبياً،

تاريخ بداية استعمال الحاسوب في تعلم اللغات(3) :

و قد بدأ استخدام الحاسوب فعليا في تعلم اللغات في الستينات ، و تطورت برامج تعليم اللغة الانجليزية مع بداية الثمانينات من القرن العشرين ، و مر استخدام الحاسوب مساعدا في تعليم اللغات و تعلمها بثلاثة مراحل ، إذ بدأت المرحلة الأولى فكرة في الخمسينات ، و طبقت في الستينات ، و قامت على أساس النظرية السلوكية التي عدت الحاسوب أداة مثالية للتعليم وهي النظرية التي تنظر إلى اكتساب اللغة على أنها علاقة محفز واستجابة ، فاللغة ” في ضوء النظرية السلوكية جزء من السلوك الإنساني …و تظهر اللغة في شكلها الأساسي منطوقة و لهذا فإن عملية الكلام تكون في الموقف الكلامي مسبوقة بأحداث تسبق عملية الكلام و هي المؤثر أو المثير،و بعد ذلك تكون عملية الكلام استجابة لذلك … (4) فكانت تطبيقات اللغة بمساعدة الحاسب الآلي في الستينيات والسبعينيات جميعها تسمى التطبيقات السلوكية لتعليم اللغة بمساعدة الحاسب الآلي . كانت تلك التطبيقات ترتكز على التدريب، والتكرار .

أمّا المرحلة الثانية فقد بدأت فـي السبعينات، واستمرت خلال الثمانينات، وقامت على مبادئ نظرية التواصل، وكان سبب انتشار هذه النظرية هو الانتقادات التي تعرَّضت لها النظرية السلوكية؛ ذلك أنّ البرامج التي تقوم عليها النظرية السلوكية تعتمد التكرار، وهي بذلك تفتقد عامل التواصل؛ حيث تقوم نظرية التواصل على استخدام الطالب للغة في أغراض واقعية، ويتم تقييم الطالب بناءً على إعطائه الإجابة، وليس من خلال الأخطاء التي يرتكبها. وقد تم تطوير العديد من البرامج التـي تعتمد هذه النظرية في التعليم، وهي تُعطـي شيئا من التحكّم، والحرية أثناء التعلّم.

ولمّا تعرّضت البرامج التي تقوم على نظرية التواصل للانتقاد بسبب عدم وجود نظام واضح، وفاعل لاستخدام الحاسب الآلي في تطوير برامج تعليمية حديثة معتمدة يمكن أنْ تحل محلَّ البرامج التقليدية ظهرت برامج تقوم على عنصر التفاعل بين الطالب، والمادة العلمية المُبرمجة على الحاسوب، ونشأت العديد من البرامج التعليمية المعتمدة على خاصية الوسائط التفاعلية في الحاسوب، والإنترنت؛ لتشكِّل المرحلة الثالثة من مراحل استخدام الحاسوب في تعليم اللغات، وتعلّمها.

   وبالرغم من الميزات التي وفرتها خدمة الوسائط المتعددة إلاّ أنّ بعض المشكلات ما تزال تواجه استخدام تلك البرامج في التعليم، ومن تلك المشاكل عدم إلمام المعلِّم بمختلف المهارات، والتطبيقات اللازمة؛ لإنتاج، وتطوير البرامج الحاسوبية؛ الأمر الذي قد يجعل المُعلّم يعتمد برامج تجارية تفتقر لمعايير التصميم التعليمية القائمة على نظريات حديثة في تعليم اللغة، وإنتاج برمجياتها المعتمدة. 

   وتتعلق المشكلة الأخرى بعدم وجود برامج ذكية يمكن الاعتماد عليها كلياً في تعليم اللغة، مثل: برامج الحوار التعليمي؛ فإنّ البرامج الموجودة تستخدم فقط في تعليم مهارات القراءة، أو الاستماع، ولكنّها لا تصلح لتعلم الكتابة، أو التحدّث؛ لذلك تمّ اللجوء إلى التعليم الإليكتروني، والتعلّم عن بعد باستخدام شبكة الإنترنت العالمية؛ مما ساعد على إيجاد بيئات غنية لتعلّم اللغة الإنجليزية، وغيرها من اللغات.

  وقد دعا كثير من الباحثين، والتربويين ممن يعملون في مجال تدريس اللغات إلى استخدام تكنولوجيا الحاسب الآلي، وعمل كثيرٌ منهم على الاستفادة من إمكاناته العديدة في تعلّيم اللغات وتعلّمهــا، وتطبيقه وسيلةً مـساعدةً فـي التعـليم.

        واستخدمت العديد من الجامعات العالمية الحاسوب مساعدا في تعليم اللغات، وتعلّمها مثل جامعة ستانفورد التي اعتمدت عليه في تعليم اللغويات، وتدريس اللغة الإنجليزية لغةً ثانيةً، وتعليم اللغات الأجنبية.

   وقد ركّزت برامج تعلّم اللغات، وتعلّمها في بدايات استخدامها في المجال التربوي على البرامج الحاسوبية المعتمدة طريقة التدريب والمران؛ لتعلّم المفردات، والقواعد اللغوية البسيطة . ومع تطور تقنيات الحاسب الآلي تطورت برامج تعليم اللغات وتعلّمها، فأصبحت أكثر فاعلية، وعزز تطور تكنولوجيا الوسائط المتعددة من قدرات المتعلمين على اكتساب مهارات اللغة المتنوعة بشكل تكاملي يسمح للمتعلّم بتطوير مهاراته اللغوية على اختلافها من خلال برمجيات محوسبة تستخدم أنماطاً تعلمية متنوعة، فمن خلال برنامج واحد يستطيع المتعلِّم تنمية عدة مهارات، أو فنون لغوية مثل مهارة الاستماع، والقراءة، والقواعد النحوية، والصرفية، وغيرها في صورة تكاملية دون أنْ تطغى مهارة على أخرى، إضافة إلى الإمكانات الهائلة عبر التعلّم عن بعد باستخدام شبكة الإنترنت (Internet) التي تُستثمر في تنمية مهارة الكتابة، ومهارة التحدّث باستخدام البريد الإليكتروني، والتعلّم عن بعد؛ حيث تُنشئ هذه التكنولوجيا المتطورة قاعات لتدريس الطلاب مهما باعدت بينهم المسافات؛ بصفتها أكبر مكتبة في العالم بما تشمله من كتب، وبحوث، وقواعد بيانات، وموسوعات، وقواميس، وغيره كثير.

    ولا تخفى أهمية اللغة فى مجتمع المعلومات، وعلاقة الحاسوب باللغة، والأبعاد اللغوية لتحديات تكنولوجيا المعلومات التي لا يمكن حلِّها دون اللجوء إلى تكنولوجيا الحاسوب، والإنترنت التى يمكن أنْ تُستثمر أداة فاعلة فى إثراء التنوع اللغوى من خلال الترجمة الآلية، وبرامج تعليم اللغات وتعلّمها، ونُظُم البحث المتعددة اللغات فى بنوك المعلومات، ودعم الدراسات التقابلية بين اللغات، واستكمال البنى الأساسية للغات.

مـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــميزات استخدام الحاسوب في التعليم :

أنه يوفر العديد من المؤثرات المساعدة التي تسهم بوضوح في تقديم المحتـوى الدراسـي بشكل مشوق من خلال توظيف الألوان والأصوات والصور الثابتـة والمتحركة خلافاً للطرق والوسائل التعليميـة التقليديـة المتبعة في التعلـيم .

– وممـا يميـز الحاسب الآلـي أيضاً قدرته على تقديم المادة العلميـة بشكل منظم وبتدرج يتناسب مـع قدرات الطلاب، بحيث يتمكن الطالب أو المعلم من إعادة المحتوى مرة تلو الأخـرى حـتى يتمكن الطالب مـن الفهم والإجادة ، وهـذا مما لاشك فيه يراعي مبدأ هام تزايد الاهتمام به مؤخراً وهو مبدأ الفروق الفردية في التعليم .

– ومن الأمور التي تستدعي استخدام الحاسب الآلـي في التعليم أيضاً ، قدرته الكبيرة علـى توفير الوقـت والجهـد حسب ما أثبتته دراسات عدة أُجريت حول هذا الموضوع. الأمر الذي يوفر بدوره وقتاً إضافياً ثميناً للمعلم وللطالب. ومما لاشك فيه أن فائض الوقت الذي يوفره الحاسب الآلـي قد يسهم بشكل كبير في خدمـة الطالب داخل حجرة الصـف إذا ما أُحسن استخدامـه لإثراء العمليـة التعليميـة (5) .

    ومن ميزات استخدام الحاسوب، والإنترنت في تعليم اللغات تحسين التحصيل الأكاديمي للطلبة؛ فهو يساعد الطلبة على تعزيز المهارات اللغوية عبر التواصل مع غيرهم من الطلبة، والمعلمين؛ لتعلّم اللغات الأجنبية عبر التعلّم عن بعد. ويعطي الطلاب حافزا للتعلّم الذاتي بطريقة أكثر استقلالية؛ الأمر الذي يساعد على تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتطوير خبراتهم، وقدراتهم المعرفية من خلال معالجة كميات هائلة من المعلومات مع مختلف الخبرات البشرية؛ عبر التواصل مع غيرهم ممن يتكلمون اللغات الأجنبية إضافة إلى سهولة وصول الطالب إلى المعلومة من خلال المكتبة الإليكترونية بما تشمله من قواعد بيانات، وقواميس، ومراجع، وغيرها. وكذلك تنوّع مصادر التعلّم بالنسبة للطالب فلا يكون الكتاب وحده هو مصدر التعلّم، وبالتالي تتنوع خبرات الطالب .

  ويمكن استعمال الحاسوب، وتطبيقاته المتنوعة في مستويات تعليمية مختلفة؛ حيث يمكن استعماله فـي تدريب الطلاب عـلى تعلّـم أساسيات اللغة بشكل تدريجي مبسّط في خطوات متتابعة، وتعلّم المفردات اللغـوية، وتركيب الجمل بمساعدة عناصر تفاعلية كالصوت، والصورة، والأفـلام، والفيديو التفاعلي، واستخدام برامج الذكاء الاصطناعي وصولا إلى تعلّـم اللغات الحديثة في الجامعات المشهورة في العالم التي تدّرس اللغات المختلفة (06)

دواعي استخدام الحاسوب في تعليم اللغات :

—هناك العديد من الأسباب التي أدت إلى ضرورة استخدام الحاسوب في التعليم هي كالآتي :

الانفجار المعرفي و تدفق المعلومات حيث يسمى هذا العصر بعصر ثورة المعلومات .

الحاجة إلى السرعة في عصر المعلومات ،مما يجعل الإنسان في حاجة إلى التعامل مع هذا الكم الهائل من المعلومات .

إيجاد الحلول لمشكلات صعوبات التعلم التي تواجه المتعلمين .

تحسين فرص العمل المستقبلية و ذلك بتهيئة الطلبة لعالم يتمحور حول التقنيات المتقدمة (07) .

مجالات استخدام الحاسوب في تعليم اللغات (08):

القراءة : أ- الاستيعاب : مناك بعض البرمجيات بحيث يظهر نص على الشاشة و يلي ذلك أسئلة من نوع ملأ الفراغ، أو صح أو خطأ ، أو اختيار من متعدد، أو يسأل عن معنى كلمة من النص، أو نوع كلمة ….

ب- معالجة النصوص : كالمطالبة بإعادة ترتيب جملة من النص قد رتبت عشوائيا، أو عرض نص و قد حذفت منه

بعض الكلمات و المطلوب اختيار الكلمات المناسبة من قائمة قد تظهر على الشاشة …

ج- سرعة القراءة ، و ذلك باستخدام برمجيات خاصة تستخدم عنصر التوقيت فيها ، فتعطي للمتعلم الفرصة للتحكم في السرعة التي يريدها …

الكتابة : تستخدم برامج معالجة النصوص في الكتابة حيث تمنح المتعلم الحرية ي معالجة النص كالتصحيح الفوري و التدقيق الإملائي و الترجمة و استخدام مختلف أنواع الخط وحفظ الصفحات ، وإمكانية تعديل الكلمات و تبديلها و تنسيقها، والتحكم في الفقرات و المسافة بين السطور و عدد السطور في الورقة ، كما أن عملية التخزين تتيح للكاتب إعادة تصفح النص المكتوب و تعديله …و هذا كله يحسن من أداء الطالب في التعبير و الإنشاء، و يجعله أكثر دقة في الإملاء و الكتابة و اللغة و هو يشعر بالتشويق .و هناك العديد من البرامج الحاسوبية التي تساعد الطلبة خاصة في المراحل الأساسية على كتابة الأحرف بأشكالها المختلفة ، حيث تقوم برسم الحرف على الشاشة ثم يقوم المتعلم بتقليد ذلك على الورقة ، أو على الشاشة باستخدام أقلام ضوئية …فيستطيع المتعلم تكرار المحاولة مرارا و تكرارا دون أن يتعدى على وقت الآخرين ، ودون خوف أو خجل من البطء أو الخطأ …

الاستماع :الاستماع هو عملية تتسم بوعي المرء و انتباهه لأصوات أو أنماط كلامية و تستمر من خلال تحديد إشارات سمعية معينة و التعرف عليها و تنتهي بالاستيعاب لما تم الاستماع إليه ،فالتذوق اللغوي و الفني كما يرى الدكتور فؤاد محمود رواش (09)يحتاج إلى الصوت الذي ينطق نطقا صحيحا وفقا لمخارج الأصوات و مراعاة للتنغيم الصحيح الذي يحمل المعنى و النبر الذي يعطي للغة سمتها ، و هناك طرق عديدة يمكن للحاسوب من خلالها تطوير مهارة الاستماع :

التعرف على الأصوات : إن التمييز بين أصوات و مخارج الحروف مطلب أساسي لممارسة اللفظ الصحيح ، والاستيعاب الإصغائي الفعال ، و هناك برامج تتيح للطالب الاستماع إلى مفردات ثم يطلب منه تحديد الكلمة التي يعتقد أنه سمعها من خلال أسئلة اختيار متعدد ، كما تتيح له فرصة إعادة الاستماع لمرات عديدة ، و تزويده بالتغذية الراجعة من خلال علامته و الأخطاء التي ارتكبها .

اللفظ و التنغيم :هناك برامج حاسوبية خاصة بمختبرات اللغة تتيح للمتعلم التعرف على الأصوات ثم ممارسة اللفظ و التنغيم و ذلك عن طريق تمارين خاصة بالإصغاء و التكرار باستخدام تقنية الكلام الرقمي ، حيث يتم الاستماع للفظ من خلال الميكروفون و تحويل الصوت إلى شكل رقمي و تخزينه على قرص .أما في عملية التدريب على التنغيم فيسمح للمتعلم أن يقول عبارة من خلال الميكروفون و يقوم الحاسوب برسم مخطط بياني لها و مقارنتها مع مخطط بياني مخزن لهذه العبارة و يشاهد المتعلم الفرق بين المخططين .

المحادثة : يقوم المتعلم بالاستماع إلى حوارات العديد من الأشخاص حول مواضيع متنوعة و يتعلم الطالب من خلالها كيفية طرح الأسئلة على الآخرين في مواقف معينة ، و كيفية الإجابة عليها ….كما تتيح شبكة الانترنت مواقع للتدريب على المحادثة بالتواصل مع طلبة من مختلف البلدان بالصوت و الصورة و مناقشة موضوعات مختلفة

خلاصة :

على أي فرد معني بتعلم و تعليم اللغات في القرن الحادي و العشرين أن يكون ملما بطبيعة المهام التعليمية المعتمدة على التقنية . فالدارسون في مجال اللغة يستخدمون الحاسب الآلي عادة لكتابة البحوث ، و إرسال و استقبال الرسائل الإلكترونية ، و لتصفح الشبكة العالمية للمعلومات غير أن من التحديات التي تواجه مدرسي اللغة توظيف جزء من هذه الاستخدامات في تعليم اللغة . ولمواجهة هذا التحدي لابد أن تصبح دراسة الخواص المتعلقة باستخدام الحاسب الآلي في عملية التعلم هما شاغلا للمدرسين و الباحثين .

هوامش الدراسة :

1- ينظر سعيد صالح،الحاسوب و اللغة و البحث اللغوي، مدونة سعيد صالح ، بحث على الشابكة ، 25-12-2013 .

2- ينظر صفية بن زينة ،دور الحاسوب و تكنولوجيا المعلومات في تعليم اللغة العربية، ص: 150

3-ينظر المرجع نفسه، ص: 151؟؟

4- محمود فهمي حجازي،البحث اللغوي،مكتبة غريب،القاهرة،د ت ، ص: 37 .

5- ينظر ريـاض بن احمـد إبراهيـم زيلعـي ، أثر استخدام أحد برامج الحاسـب الآلـي على تعلم قواعـد اللغـة الإنجليزيـة لطلاب الصف الأول ثانـوي بمدينة جـدة، درجـة الماجستـير ،جامعـة أم القـرى ، ) هـ ١٤٢٩ – ١٤٢٨ ، ص:16 .و نبهان يحيى محمد ، استخدام الحاسوب في التعليم ، دار اليازوري العلمية للنشر و التوزيع،د ط ، 2008، ص: 111 .

6- ينظر صفية بن زينة، دور الحاسوب و تكنولوجيا المعلومات في تعليم اللغة العربية ، ص:152

7- ينظر المرجع نفسه ، ص: 159و160 .

8- ينظر المرجع نفسه، ص: 152-156

9- فؤاد محمود رواش،معالم الاستفادة من الحاسب الآلي في تعليم اللغة العربية ،المجلة الدولية للتطبيقات الإسلامية في علم الحاسب و التقنية، مجلد 1، العدد 1، أيار201345-54، ص: 50