Dr. Sihem Hassaine
University Oran 2
Abstract
The machine translation (MT) is automated translation or “translation carried out by a computer” it is the process and the use of a computer program to translate input text from the natural language to the target one. Whereas it exists two other types of machine translation which are computer-aided translation, machine-aided human translation (MAHT) or interactive translation). the automatic Translation faces many problems and difficulties in interpreting contextual and cultural elements of a text and, it is often far and more complex, so it’s quality is dependent on the type of system and how it is trained and the ability to use it. On the other hand the human translation can produce identical translation of the same text in different languages with preserving the same meaning.
The automatic and human Translation each one of them have their share of challenges. But can the machine translation replace the human translation? And how can the machine translation understand the context and the meaning of the text as a human?
Key words: translation, human, automatic, interactive, context, difficulties, text, meaning, language, computer.
شهد العالم خلال اواخر القرن المنصرم ثورة معلوماتية و ثورة علمية تكنولوجية خاصة مع الانفجار الاعلامي الذي نواكبه و ظهور طرق الاتصال ذائعة الصيت و شدّة الاحتكاك بين اللغات.
عند الحديث عن الترجمة الالية يتبادر الى اذهاننا الترجمة باستخدام برمجيات حاسوبية معينة من دون اي تدخل بشري . فالترجمة الالية هي نوع من انواع الصناعات اللغوية الحاسوبية القائمة بمستوياتها الأساسية باستبدال بسيط لكلمات، جمل، او نصوص من لغة معينة الى لغة اخرى .1
غير انه ينبغي التفريق بين ثلاثة اصناف من الترجمة الآلية فمنها الترجمة الالية(machine Translation) و الترجمة الالية بمساعدة بشرية (Machine aided- human) و الترجمة البشرية بمساعدة الحاسوب و تسمى كذلك ترجمة الية تفاعلية Interactive Machine Translation
اننا لا نرتئي في مداخلتنا هذه عرض الحالة الفنية او التاريخية للترجمة الالية و انما سنحاول تشخيص العقبات و القاء الضوء عن التحديات التي تواجه المعالجة الالية للغات بصفة عامة مرورا بالتحديات التي تواجه اللغة العربية بصفة خاصة. و ذلك بمحاولتنا الاجابة على الاسئلة التالية:
هل بإمكان الحاسوب محاكاة القدرات الادراكية البشرية؟
الى اي مدى يستطيع برنامج الحاسوب فهم النص او الجملة كما يفهمها الشخص؟
هل بإمكان الترجمة الالية ان تحل محل الترجمة البشرية؟
هل تخدم الترجمة الالية المعنى و هل هي قادرة على انتاج نصا جديدا في اللغة المستهدفة بنفس الجودة التي تنتجها الترجمة البشرية؟
هل تستطيع الترجمة البشرية التدخل لتحسين جودة الانتاج و ازالة اللبس و الغموض و تعديل الترجمات المقدمة من طرف النظام.
تعرف الترجمة الالية بأنها عملية تحويل نص مكتوب او منطوق من لغة المصدر الى لغة الهدف باستخدام تقنيات متطورة عن طريق اجهزة الكترونية و حواسيب و دون الاستعانة بالعنصر البشري. فالهدف الأساسي وراء الترجمة الآلية هو ترجمة نص من لغة طبيعية إلى أخرى. كما ان الحاجة المتزايدة للترجمة في إطار العولمة، والأهمية المتزايدة للاتصالات أدت إلى تزايد الطلب على الترجمة الآلية، و الاعتماد عليها بمشاريع الترجمة في جميع أنحاء العالم.
ان عملية الترجمة الآلية اسرع بكثير من الترجمة البشرية من ناحية الوقت، وتكلفتها أقل تكلفة من المترجين.
بإمكان الترجمة الآلية مساعدة المترجم البشري.
مهما عدم دقة الترجمة الآلية غالباً، إلا انها على الأقل تعطينا فكرة عن مضمون النص.
ان استعمال الترجمة الآلية يساعد على إبقاء اللغات وحفظها حيث ان الناس في العالم يتحدثون بلغات متعددة ومتباينة.
للترجمة الآلية ميزة ذكية في البرنامج حيث تسعى الى مطابقة العبارات المخزنة في الذاكرة و كذلك العمل على مطابقة نحوية وأسلوبية و قواعدية للمفردات وترجمتها بصورة صحيحة. فرغم وجود اختلاف في تصريف الفعل، يقوم البرنامج بتقديم الخيار الصحيح إن وجد.
اما من حيث سلبياتها فان المشاكل التي تعاني منها الترجمة من اللغة العربية وإليها تشبه المشاكل التي تعاني منها الترجمة الآلية. و لا يحبذ استعمالها في مجالات متخصصّة لضعف أدائها مثل ترجمة النّصوص الأدبيّة الكثيفة، و خاصة لو مسّ ذلك الشعر والنثر الأدبي المحتوي على دلالات بلاغية عالية. وفيما يأتي هناك بعض الخصائص التي تؤثر على التقدم في حقل الترجمة الآلية بشكل خاص.
– فمن الخصائص المهمة للغة العربية المستعملة بكثرة اليوم هو غياب التشكيل و الذي يجعل القارئ يفترض من عنـده تشكيلاً افتراضيا بما يملكه من ثروة لغوية.
– ندرة استعمال علامات الوقف والفواصل في النصوص العربية يجعل النص العربي اكثر تعقيدا. و تشتمل كذلك الترجمة الالية على اخطاء من الناحية التركيب، النحو، نظام الجملة، علامة الترقيم و اختيار الكلمة المناسبة.
فالترجمة الآلية حقا تتميز بسرعتها لكن يشوبها الأخطاء النحوية و الصرفية،2 وطريقة الكتابة والعمليات التي تجري على الكلمة من دمج للسوابق واللواحق وإدغام وغيرها ما تختص به العربية. وبالتالي تكون غالباً بلغة و اسلوب ركيك وتحتوي دائماً على تعابير مبهمة وغامضة ومغالطات لأن الترجمة قد تكون ترجمة حرفية. فالترجمة الالية تقتل الترجمة البشرية فلذلك فهي تحتاج إلى التعديل والتصحيح.
– لكل لغة خصوصياتها، وكثيرا ما تكون الجملة العربية طويلة، حيث يبلغ متوسط عدد كلمات الجملة العربية ما يزيد عن اكثر من عشر كلمـات. ففي مثل هذه الحالة نجد ان الجمل تثير عشرات التأويلات النحوية المختلفة وهذا يؤدي الى بطئ المعالجة الحاسوبية للجملة العربية .
-و لئن كانت الترجمة الالية من لغة اجنبية الى لغة اجنبية اخرى سهلة فان الترجمة الى العربية امر في غاية الصعوبة لان العربية تمتاز بخصية الاعراب التي تعجز الترجمة الالية في معظم الاحيان عن مراعاتها.
-ان للجملة العربية نظاما يختلف عن سواها فهي تميل الى تقديم الفعل بخلاف الانجليزية و الفرنسية التي تبدا بالاسم دائما ، و الصفة بعد الموصوف ، و المضاف قبل المضاف اليه. و كذلك الكلام المجازي ( الكنايات و الاستعارات)، الامثال و الحكم لان الترجمة الالية تقدم ترجمة للكلمات فقط و لا تستطيع اعطاء المعنى المقصود. فبالرغم من النجاح الذي احرزته الترجمة الالية فهي لا تزال تعاني الكثير من الخلل، و حسبنا ما نقول تلك الترجمات السقيمة التي تقدمها المواقع المتخصصة و اشهرها في العربية „موقع قوقل“ و يرجع ذلك الى امور ابرزها ان الترجمة الالية غير قادرة على اختيار المعنى المطلوب و للتوضيح نسوق الامثلة التالية
Casser les oreilles: و التي تعني الازعاج اما الترجمة الالية فكانت الترجمة بعيدة كل البعد عن المعنى :“كسر الاذن“
Pretter oreille : و التي تعني اصغاء اما ترجمة الية فجاءت ب: قرض الاذن
Champs du repos كناية عن المقبرة في حين كانت الترجمة الالية : مجال الراحة.
ان التحليل الدلالي غالبا ما يبدو بسيطا و لكن من الممكن ان يكون له معنى دلالي اخر و حسب السياق الخارجي للحدث.
كثير من الأخطاء في الترجمة الآلية خاصة بالنسبة للكلمات متعدد المعاني3 Polysémie اي التي عندها أكثر من معنى. مثل
Ce cinéma possède un écran géant (sens concret = le local)
Il est passionné de cinéma (sens abstrait = 7e Art)
السوابق واللواحق: لا يضم المعجم المستعمل في الترجمة الآلية كل المفردات المستعملة للفظ الواحد بكل احتمالات الزيادات التي ممكن أن تسبقه(prefix) أو تلحق به (suffix)
في ظل هده المشكلات المعقدة ينبغي إيجاد حلول و اقامة انظمة و اجهزة فعالة ذو تقنية عالية للتغلب على العقبات وضمان ترجمة حاسوبية ناجحة.
من اجل تحقيق نظام جيد و فعال للترجمة الالية لابد من وجود خزين ضخم لكل لغة من اللغات المراد ترجمتها اليا. حيث فيما يخص القواعد على الالة ان تتضمن معلومات واسعة تشمل مواضيع القواعد كافة. و فيما يخص القاموس فينبغي ادخال جميع المفردات التي من شانها ان تجد حلولا لكثير من الصعوبات المتعلقة بالناحية الدلالية.
ينبغي وضع نموذجا قابلا لربط انموذجين دلاليين مجردين او معرفين يأخذ بالحسبان خصوصيات كل لغة. و علاوة على ذلك ينبغي وضع نموذج دلالي يسمح بعرض دقيق لعلم المعاني للغة ويضمن تركيبا لغويا و معنويا صحيحا.
يجب اجراء محاولات لكتابـة بـرامج للتشكيل الآلي للنص غير المشكّل.
ان الاتصال في لغة الإنسان هو جزء لا يتجزأ من السياق، وأن الإنسان هو القادر على فهم سياق النص الأصلي على نحو كاف. كما أن الترجمة التي يستخدم فيها القدرات البشرية فقط هي عرضة للخطأ. لذلك وحتى نضمن أن تكون الترجمة الآلية عالية الجودة ومفيدة للإنسان، لا بد من أن يقوم المترجم „الإنسان“ بمراجعتها وتصحيحها4، و بالتالي فهي تحتاج إلى تدخل بشري للمراجعة عند خروج بعض الجمل عن إطار أنظمة الترجمة الآلية.
و مما سبق نستخلص ان الترجمة الالية تعجز في معظم الاحيان عن اختيار الكلمة المناسبة للسياق وان تدخل الانسان امر حتمي لا مناص منه لإصلاح الخلل و هذا دليل قاطع و برهان ساطع على ان العقل البشري اذكى من الالة.
المراجع:
1- Bernard Vauquois, Christian Boitet, Automated Translation at Grenoble University, Computational Linguistics,1985.
2- Jean rené ladmiral,revue language, le traducteur et l’ordinateur,” la traduction automatique son urilisation par le grand public revue trimestrielle decembre n° 116,1994.
3-Jonathan Slocum, Machine Translation Systems, Cambridge University Press, 1988.
4- Yvan lebrun, Revue Belge de filologie et d’histoire,” polysemie et machine à traduir,tome 40,1962.
1 Bernard Vauquois, Christian Boitet, Automated Translation at Grenoble University, Computational Linguistics,1985,P 11.
2 Jean rené ladmiral,revue language, le traducteur et l’ordinateur,” la traduction automatique son urilisation par le grand public revue trimestrielle decembre n° 116,1994,p87-94
3 Yvan lebrun, Revue Belge de filologie et d’histoire, polysemie et machine a traduire ,tome 40,1962, p789-797.
4 Jonathan Slocum, Machine Translation Systems, Cambridge University Press, 1988, p51.