نورالدّين عزّوني،
أستاذ محاضر „ب“ ،
جامعة الجزائر „2“
ملخصّ المقال: لا يزال الجدل قائما وإلى اليوم حول قدرة الفعل العربي على التعبير الدقيق عن الأزمنة ومجارات الفعل في اللغات الأخرى كاللغة الإسبانية مثلا، حيث بإمكان الفعل في هذه اللغات أن يعبر عن قيم فعلية valores temporales مختلفة بواسطة نهايات desinencias o terminaciones تلحق جذر الفعل لتخبر عن الزمن وعن الوجه والجهة (tiempo, aspecto, modo) ، فنجد مثلا أزمنة للماضي tiempos del pasado وأخرى للحاضر وأخرى للمستقبل، بينما لا يعبر الفعل العربي إلا عن زمنين اثنين هما الماضي „وزن/فعل“ والحاضر والمستقبل „وزن/يفعل„. فما مدى صحة هذا الطرح؟ وهل فعلا الفعل العربي فقير وعاجز عن التعبير عن مختلف الأزمنة كالفعل في اللغة الإسبانية مثلا؟ نتناول إذن في هذا المقال زمن الفعل في اللغة العربية ومسألة قدرة الفعل على التعبير عن الأزمنة التي تملكها اللغة الأخرى كالإسبانية مثلا، حيث يكتسي الموضوع أهمية بالغة خاصّة بالنسبة إلينا نحن المترجمون بالنظر إلى حجم المشاكل التي تعترضنا عند ترجمة أزمنة الفعل من الإسبانية إلى العربية، محاولين الإجابة عن الاستفسار المطروح بالرجوع إلى خصوصية كل لغة وعبقريتها.
El resumen español: Todavía sigue la polémica en torno al verbo árabe y a su capacidad en cuanto a la expresión precisa de los tiempos verbales tal y como existe en otras lenguas como el español donde tiene el verbo la capacidad de expresar distintos valores temporales como los del pasado, del presente y del futuro mediante desinencias o terminaciones que suceden al radical para añadir informaciones sobre el tiempo, el modo y el aspecto; mientras que el verbo árabe sólo tiene dos formas, una forma para expresar el pasado “faala” y otra para el expresar el presente y el futuro que es “Yaf´alu”. Ahora bien, ¿Hasta qué punto puede ser válida esta hipótesis? y ¿Es verdad que el verbo árabe es pobre e incapaz de expresar los distintos tiempos verbales como es el caso del verbo en la lengua española?En este artículo, exponemos el caso del tiempo verbal árabe y la capacidad de éste en cuanto a expresar los iempos verbales que existen en otras lenguas como el español. El tema es importante sobre todo para nosotros los traductores, visto el número de problemas que encontramos a la hora de traducir los tiempos del español al árabe. Nuestro propósito será de contestar a las preguntas planteadas a la luz del genio de la lengua y de sus particularidades.
Summary: There has been an incessant controversy about the ability of the Arabic verb to accurately express tenses and match the verb in other languages, such as Spanish. In such languages, the verb can express various verbal tense values with the use suffixes added to the verb root in order to express time, aspect and mood. Therefore, we find, for example, that there are tenses for the past, present and future, while the Arabic verb only expresses two times, namely the past „Fa’la“ and the present and future „Yaf’alu“. How true is this? Is the Arabic verb really unable to express various tenses that the Spanish verb does?In this article, we will tackle the verb tenses in Arabic and the question of its ability to express the tenses that Spanish does. This topic is very important, especially for translators like ourselves, given the magnitude of the problems we face when translating the verb tenses from Spanish into Arabic. We will attempt to answer the question with reference to the specialty and genius of each language.
المقال:
لغة الفعل ما دل على الحدث„(1). وهو أيضا حسب تعبير العسكري: „ما وجد في حال كان قبلها مقدورا، سواء كان عن سبب أو لا„(2) ، فتركيبة الفعل تدل على إحداث شيء من العمل وغيره.
أما اصطلاحاً فالفعل „هو ما دل على حدث يقع في زمن من الأزمنة„(3)، أي ما دل على حدث وزمن. وتأتي دلالة الفعل على الحدث من اشتراكه مع مصدره في مادة واحدة، فالمعروف أن „المصدر هو اسم الحدث nombre de la acción وما شاركه في مادة اشتقاقه كالفعل والصفة لا بد أن يكون على صلة ما بمعنى الحدث„(4). وهنا نذكر على سبيل المثال المصدر (مرضٌ) الدال على حدث المرض دون الزمن حيث يشتق منه الفعل (مرِض) الدال على حدث المرض وزمن وقوع المرض وهو الماضي، وتشتق منه الصفة (مريضٌ) الدالة على حدث المرض وزمن الحال. ويعرف „عبد الله بوخلخال“ الفعل بقوله: „الفعل عند النحاة العرب هو ما دلَّ على معنى في نفسه واقترن بأحد الأزمنة الثلاثة، ويقصدون (أي العرب) بذلك الماضي والحاضر والمستقبل„(5).
نخلص مما سبق بأن الفعل كلمة مشتقة من المصدر، وهي تدل على الحدث مقترن بأحد الأزمنة الثلاث وهي الماضي والحاضر والمستقبل.
دلالة الفعل:
يعود الفضل في تعيين الزمن انطلاقا من دلالة لفظ الفعل (لفظ فَعَل يدل على الماضي ولفظ يَفعلُ يدل على الحال والاستقبال) ثم تقسيم الفعل إلى أزمنة ثلاثة إلى سيبويه، حيث نجده يقول: “ وأما الفعل فأمثلة أخذت من لفظ أحداث الأسماء، وبنيت لما مضى، ولما يكون ولم يقع، وما هو كائن لم ينقطع„(6) أي أن الأفعال من حيث بناؤها يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أزمنة، فبناء (فَعَلَ) يدل على حدث وقع في الماضي وبناء (يَفعلُ) يدل إما على الحال كقولك (محمد يخطبُ) أو يدل على الاستقبال بقرينة نحو قولك: (محمدٌ يخطبُ غدا). ويضيف „سيبويه„: „ويتعدى إلى الزمان، نحو قولك: ذهب، لأنه بني لما مضى منه وما لم يمضِ، فإذا قال سيذهب، فإنه دليل على أنه يكون فيما يستقبل من الزمان، ففيه بيان ما مضى وما لم يمض منه، كما أن فيه استدلالا على وقوع الحدث„(7) . وهذا فيه إشارة واضحة إلى أن بناء الأفعال السابقة الذكر يمكن أن يدل، بالإضافة إلى ما هو مقرر، على معان أخرى، فالفعل (ذهب) كما يقول يمكن أن يدل على الماضي ويمكن أن يدل على معان أخرى، وهي إشارة لعدم تقيّد الصيغة بزمن بعينه.
ويرى „بكري عبد الكريم“ أن „سيبويه“ أراد بقوله: „أمّا الفعل فأمثلة أخِذت من لفظ أحداث الأسماء وبُنيت لما مضى ولما يكون و لم يقع و لِما هو كائن لم ينقطع أن „(الأبنية) انتُزِعت من المصادر أولاً لتدل على مجرَّد الأحداث ثم اشتُقَّت منها بعد ذلك الصيغ للدلالة على الأزمنة المختلفة„(8). ولقد مال بعض النحاة إلى فهم تقسيم „سيبويه“ للفعل على أنه تقسيم باعتبار الحدث وليس باعتبار الزمن.
ويخلص „بكري“ انطلاقاً من تعريف سيبويه للفعل إلى جملة من الأمور منها:
-
أن الفعل يدل بمادته على معنى المصدر (أي الحدث).
-
أن صيغة الفعل هي التي تدل على الزمن لكنها لا تحدده.
-
أن الزمن ماض وحاضر ومستقبل.
ويوضح الشكل التالي دلالات الفعل على المصدر وعلى الحدث وعلى الزمن.
زمن الفعل عند العرب:
يربط الكثير من النحاة العرب الزمن بالأفعال، حيث قاموا بتقسيم الفعل „حسب حركات الفلك لا بحسب مراد المتكلم ومجرى السياق وهذا يعني أن النحاة اعتمدوا الزمان الفلسفي أساسا لتقسيم الفعل„(9). وقد أدى منهج النحاة هذا إلى تضييق حدود التعبير عن الزمن، حيث لا نجد إلا الماضي والحاضر (الحال) والمستقبل، لذلك برزت إلى الوجود إشكالية تحديد أزمنة الحدث. هذا ونجد في اللغات اللاتينية ومنها اللغة الإسبانية أزمنة للماضي وأخرى للمستقبل وهكذا، في حين لا تتوفّر اللغة العربية، حسب تقسيم النحاة، إلا على أزمنة ثلاثة لا تحدّد حدثَ الفعل تحديدا دقيقا. ولعل أن تقسيما بهذا الشكل يطرح تساؤلات حول مدى مطابقته للواقع من جهة وأيضا حول قدرة اللغة العربية على إيجاد مرادفات equivalentes للأزمنة التي تتوفر عليها اللغات الأخرى كاللغة الإسبانية من جهة أخرى.
القرائن وتحديد زمن الفعل:
يرى „المخزومي“ بأن اللغة العربية لغة غير قادرة على التعبير عن كلّ أقسام الزمن فهي „إذا أرادت التعبير عن الفعل الماضي المطلق والماضي التام والماضي غير التام لم تجد من الأبنية إلا بناء ( فَعَل ) للتعبير عما يعبر عنه في „الإسبانية“ بعدة صيغ، وإذا أرادت التعبير عن المستقبل باختلاف مجالاته الزمنية لم تجد إلا بناء (يفعل) للتعبير عن الحاضر والمستقبلْ(10). ونجد من النحويين من يوافق „المخزومي“ فيما ذهب إليه كما هو الشأن بالنسبة لـ„إبراهيم السامرائي“ الذي يرى في رأي „المخزومي“ رأيا صوابا صحيحا(11).
إن مثل هذه الآراء قد توحي إلينا بأن اللغة العربية ليست دقيقة في تحديدها للأزمنة وأنها ربّما تكون قد أهملت الفوارق الزمنية التي يتضمنها الزمن الواحد كالماضي مثلاً، كما يوحي أيضا بأن اللغة العربية لا تملك من الأبنية ما تستطيع التعبير به عن تلك الفوارق.
لا شك بأن رأي „السامرائي“ و„المخزومي“ لا يجعل للقرائن الحالية أي وزن ولا يعتد إلا بالقرائن المقالية(12) حيث يمكن القول بأن صيغة ( فَعَل ) وحدها لا تدل على الزمن الماضي، بل قد لا تدل عليه وقد تكون الدلالة مطلقة عامة فيحددها السياق وكذا صيغة ( يفعل ) و( افعل ) و( فاعل )، لأن الزمن الصرفي غير الزمن النحوي الذي يتعين من مجرى السياق.
ويرى „تمام حسان“ بأن نظام الزمن في اللغة العربية هو جزء من النظام الصرفي، أما الزمن السياقي النحوي فإنه جزء من الظواهر الموقعية السياقية، لأن „دلالة الفعل على زمن ما تتوقف على موقعه وعلى قرينته في السياق„(13).
نخلص مما سبق إلى أن زمن الفعل في اللغة العربية ليس زمنا صرفيا يقتصرُ النظر فيه على صيغة الفعل بحيث تدل صيغة (فعل) مثلا على الماضي وتدل صيغة (يفعل) على الحاضر والمستقبل، بل زمن الفعل في اللغة العربية زمن نحوي مقالي ومقامي يتحدد فيه الزمن من خلال النظر إلى الصيغة ضمن الإطار والسياق الذي وردت فيه بحيث تلعب الملابسات والمعنى العميق للنص دورا هاما يصير فيه هذا الأخير كتلة واحدة غير قابل للتجزئة، ألا ترى مثلا أن قول الله تعالى: { ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا ما شاء الله } (الزمر: 68) لا يمكن أن يدل فيه الفعل (نفخ) و(صعق)، اللذان يحملان صيغة الماضي (فعل)، على الماضي؟ إن النفخ في الصور والصعق أمران غيبيان يقعان عند قيام الساعة أي في المستقبل، ورغم ذلك عبر القرآن الكريم عن الحدثين بالماضي مما يؤكّد مرّة أخرى أن تحديد زمن الفعل لا يمكن الاقتصار فيه على بناء الفعل وإنما يحدّد من خلال الرجوع إلى عناصر أخرى.
زمن الفعل العربي عند المستعربين:
يعبّر الفعل في اللغة العربية حسب بعض المستعربين arabistas عن الحدث أو العمل، شأنه في ذلك شأن جميع اللغات:
“El verbo, en árabe, como en todas las lenguas, expresa acción o ejecución”(14).
غير أن الفعل لا يعبر في نظرهم عن زمن الحدث باعتبار لحظة تكلم الفاعل momento del enunciado فالفعل في اللغة العربية على غرار جميع اللغات السامية لا يعبر في الأصل عن الزمن المكاني أي الزمن الذي يتحدد فيه وقوع الحدث باعتبار لحظة زمنية أخرى يتموقع فيها الفاعل المتكلم، وإنما يعبر فقط عن مدى انجازه لذلك العمل داخل إطار الزمن. يقول „قدفوري وبلاشير„:
“Le verbe, à l’origine, en arabe comme dans tout le sémitique, n’exprime pas le temps situé « c’est-à-dire celui où se localise un procès par rapport à un autre moment du temps qui est celui où se place le sujet parlant », mais seulement le degré de réalisation du procès, dans le temps.”(15)
ويرى بعض المستعربين أن ما يميّز الفعل العربي هما بناء: المبني للمعلوم والمبني للمجهول، نحو: قَتَلَ وقُتِلَ، كما أن الفعل يعبر بالنّسبة إليهم عن الأزمنة وعن الضمائر وعن العدد وعن الجنس:
“En los verbos tenemos que considerar la voz, los tiempos, las personas, los números y el género.”(16)
وتتباين آراء المستعربين عموما في تقسيمهم للزمن، فـ „ريجيس بلاشير Régis Blachère“ مثلا يقسم زمن الفعل حسب الجهة aspecto : (جهة المنقضي perfectivo ) و( جهة غير المنقضي imperfectivo ) أما „رفائيل خيمينو Rafael Gimeno“ فيذكر تقسيما آخر يشتمل على مجموعة من الأزمنة(17):
الماضي: يدل على أمر ماض. |
Pretérito: que indica cosa pasada |
المضارع: يدل على حدث حاضر أو مستقبل. |
Aoristo: que denota una acción presente o futura. |
الأمر: يدل على الأمر. |
Imperativo: que manda |
اسم الفعل واسم المصدر. |
Participio o infinitivo |
ويعتبر „هنري فليش Henri Flech“ اللغة العربية لغة فقيرة، فهي حسبه لا تملك سوى زمنين هما 🙁التام(accompli وغير التام inaccompli))، حيث يَضيع الدارس الذي تعوَّدَ على الفعل الفرنسي واستعمالاته، في نظره، أمام وضع الفعل العربي. ويتجلى ذلك في قوله „إن الفعل الفرنسي يملك أزمنة كثيرة منها: الحاضر Présent، والماضي Passé، والمستقبل Future، والمستقبل في الماضيFuture dans le passé ، والماضي في المستقبل Passé dans le future، وجميع أصناف الماضي، كالماضي المتجددImparfait ، والماضي البسيط passé simple ، والماضي القريب أو المنتهي بالحاضر Passé composé، والماضي البعيد المنقطع Passé Antérieur ، والماضي القريب المنقطع plus que parfait„(18).
هذا، ويظهر لنا من خلال آراء المستعربين وتعريفاتهم خلطهم بين الزمن tiempo والجهة aspecto، فـ„روني .ر. قوام René R. Khawam„ يجعل المصطلحين وجها لعملة واحدة قائلا:
“Il n’y a que deux temps ou aspects : Accompli (madi), indiquant une action complètement achevée. Il correspond très souvent au passé ou parfait dans les langues indo-européennes. Inaccompli (mudari), indiquant une action non achevée, en train de se faire, ou une action qu’on a l’intention de faire dans le futur. Il correspond très souvent au présent ou au futur dans les langues indo-européennes.”(19)
أي لا يوجد في اللغة العربية سوى زمنين أو وجهين: المنقضي وغير المنقضي. أما المنقضي (الماضي) فيدل على حدث منته تماما، و غالبا ما يتوافق في اللغات الهند أوروبية مع الماضي البسيط أو المنتهي بالحاضر. و أما غير المنقضي (المضارع) الذي يدل على حدث لم ينته أو في طور الوقوع أو حدث ننوي فعله في المستقبل، فغالبا ما يتوافق مع الحال أو المستقبل في اللغات الهندأوروبية„.
وتجدر الإشارة إلى أن مصطلح (منقضي) و(غير منقضي) لا يتعلقان بزمن أو أزمنة الفعل بل يتعلقان بحدث الفعل من حيث انتهاؤه أو عدم انتهائه. وللتفريق بين مصطلحي الزمن والجهة يقول „خوان بيدرو مونفرير Juan Pedro Monferrer „:
“Cabe siquiera aludir a un elemento de suma importancia: a saber, que en las lenguas semíticas las formas verbales no reflejan básica y exclusivamente categorías de tiempo, sino valores aspectuales: simplificando, indican si la acción a la que se refiere ha concluido (formas perfectivas) o, por el contrario, no ha sido así (formas imperfectivas).”(20)
أي أن الصيغ الفعلية في اللغات السامية لا تعكس أساسا أو حصريا الأصناف الزمنية، بل قيما وجهية يشار من خلالها إلى الحدث من حيث انقضاؤه (صيغ منقضية) أو عكس ذلك (صيغ غير منقضية).
ويرى „دافيد كوهين Cohen David„ أن اللغة العربية على غرار اللغات السامية تقوم على المقابلة بين جهة المنقضي وجهة غير المنقضي.
“Dans l´état le plus ancien de la langue écrite (arabe), le système repose, comme en ougaritique, essentiellement sur l´opposition aspective inaccompli : accompli.”(21)
أي هناك زمنان أساسيان: الماضي، ويعبر عن أحداث منقضية باعتبار زمن وقوعها، والمضارع الذي يعبر عن أحداث غير منتهية.
هذا، ولا يملك الفعل في اللغة العربية حسب „أحمد هيكل“ إلا وجهان modos: (وجه المرفوع indicativo) و( وجه الأمر imperativo ). ويتضح لنا من هذا التقسيم ميول „هيكل“ إلى المفهوم الشائع عن الوجه في اللغة اللاتينية، أي سلوك الملقي تجاه الحدث المعبر عنه.
أما „فدريكو كورينتي Federico Corriente“ فيرى وجود أربعة أوجه: „(وجه المرفوع modo indicativo ) و( وجه المنصوب modo subjuntivo ) و( وجه المجزوم modo apocopado/yusivo) و( وجه الأمر imperativo modo)“(22) .
الخلاصة:
نستنتج في الأخير أن الفعل في اللغة العربية يعبّر عن الحدث acción وعن الزّمن tiempos وأن النحاة العرب يقسمون زمن الفعل العربي حسب الصّيغ إلى ماض (فعل) ومضارع (يفعل) وأمر (افعل) في وقت يختزل المستعربون زمن الفعل العربي في زمنين اثنين هما الماضي والمضارع أو المنقضي وغير المنقضي. وقد رأينا أن حكم النحاة العرب ناتج عن اعتمادهم في تقسيمهم على الزمن الفلكي الفلسفي من جهة ومن حصرهم للزمن داخل مجال الصّرف من جهة أخرى. أما حكم المستعربين على الفعل العربي ووصفهم إياه بالفقر فناجم عن خلطهم بين مفهمي الزمن والجهة.
وقد تبيّن لنا في الأخير بأن زمن الفعل في اللغة العربية زمن نحوي وليس صرفيا كما هو الشأن في اللغات الأخرى حيث تتدخّل في تحديده السوابق واللّواحق والسياق والمقام… الخ وهذا ما يعني بأن أزمنة الفعل في اللغة العربية ليست فقيرة كما ذهب إلى ذلك البعض بل هي ثرية وغنية إلا أن التعبير عنها يتم وفق طرق تحددها خصوصية اللغة العربية وعبقريتها. إلى جانب هذا رأينا كيف أن أن الفعل العربي زيادة على الأزمنة يشتمل أيضا على أوجه modosهي المرفوع والمنصوب والمجزوم والنّون المشدّدة والمخفّفة وهي مسائل قد نعود إليها بشيء من التفصيل في مقالات أخرى إن شاء الله.
قائمة المراجع باللغة العربية:
-
البدري كمال ابراهيم، الزمن في النحو العربي، دار أمية، الرياض، ط1، 1984.
-
بكري عبد الكريم، الزمن في القرآن الكريم، دراسة دلالية للأفعال في القرآن، دار الفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، ط1 ، 1997.
-
بوخلخال عبد الله، التعبير الزمني عند النحاة العرب، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1987.
-
بونار رابح، الطريق في النحو والصرف، منشورات دحلب، الجزائر، 1997.
-
تمام حسان، اللغة العربية معناها ومبناها، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ط2، 1979.
-
السامرائي ابراهيم، الفعل زمانه وأبنيته، مؤسسة الرسالة، بيروت، ط1، 1980.
-
سيبويه، الكتاب، تحقيق عبد السلام هارون، عالم الكتب، بيروت، 1983.
-
العسكري، الفروق اللغوية، تحقيق حسام الدين القدسي، دار الكتب العلمية، بيروت، (د.ت).
-
فليش هنري، العربية الفصحى، ترجمة عبد الصبور شاهين، دار المشرق، بيروت، ط2، 1983.
-
محيسن محمد سالم، تصريف الأفعال والأسماء في ضوء أساليب القرآن، دار الكتاب العربي، بيروت، ط 1، 1987.
-
المخزومي، في النحو العربي نقد وتوجيه، المكتبة العصرية، صيدا، ط1، 1964.
قائمة المراجع باللغة اللاتينية:
-
ALTAKHLEH, Lamma, (2011): Verbos conjugados árabe, traducción al español Ainara Munt Ojanguren, Centro de Investigaciones y de Publicaciones de Idiomas PONS, Barcelona.
-
COHEN, David (1989): L´aspect verbal, Presse Universitaire de France, 1er éd, Paris.
-
GAUDEFROY M. & BLACHAIRE R. (1952): Grammaire de l’arabe classique, 3ème édition , Edition G. P Maisonneuve et C, Paris.
-
GIMENO, Rafael (1864): Nociones gramaticales de la lengua árabe, imprenta Nacional, Madrid.
-
KHAWAM, René R. (1982): Initiation rapide à l’arabe classique, Librairie Orientale H. Samuelian, 2 éd, Librairie Orientale H. Samuelian, Paris.
-
MONFERRER, Juan Pedro Sala (2002): Esbozo gramatical de árabe estándar, Cordoba,.
-
BLACHERE, Régis (1958): Eléments de l’arabe classique, , 4ème édition , G.-P. Maisonneuve et Larose, Paris.
الإحالات:
-
محيسن محمد سالم ، تصريف الأفعال والأسماء في ضوء أساليب القرآن، ص 22
-
العسكري، الفروق اللغوية، ص 108- 109
-
بونار رابح، الطريق في النحو والصرف، ص 10
-
تمام حسان ، اللغة العربية معناها ومبناها، ص 104
-
بوخلخال عبد الله، التعبير الزمني عند النحاة العرب، ج1 – ص 21
-
سيبويه، الكتاب، ج1 – ص 12
-
سيبويه، الكتاب، ج1- ص 35
-
بكري عبد الكريم، الزمن في القرآن الكريم، ص 48
-
عبد الوهاب حسن حمد، الفعلية في العربية، ص 3
-
ينظر: المخزومي، في النحو العربي نقد وتوجيه، ص 145
-
ينظر: السامرائي ابراهيم ، الفعل زمانه وأبنيته ، ص 40
-
ينظر: البدري كمال ابراهيم ، الزمن في النحو العربي، ص 286-287
-
تمام حسان ، اللغة العربية معناها و مبناها، ص 105
-
GIMENO R., Nociones gramaticales de la lengua árabe, p 33
-
GAUDEFROY M. et BLACHAIRE R., Grammaire de l’arabe classique, p 245
-
GIMENO, R. Nociones gramaticales de la lengua árabe, p 39
-
BLACHAIRE, R., Eléments de l’arabe classique, p19
-
فليش هنري، العربية الفصحى، ص 129
-
KHAWAM, R., Initiation rapide à l’arabe classique, p 24
-
p73 MONFERRE,R., J., P., S., Esbozo gramatical de árabe estándar,
-
COHEN, D., L´aspect verbal, p 183
-
ALTAKLEH, L., Verbos conjugados árabe, p 46